كافور قد جنّ الزّمان و إليك آل الصولجان 
كافور جمّع حول عرشك كلّ من حقدوا و هانوا
أشبعت بالخطب الجياع فكل هادرة خوان 
كافور قد عنت الوجوه فكيف لا يعنو البيان ؟
حشدت لطلعتك الجموع فهوّن الخبر العيان 
هتفوا فبين شفاههم و قلوبهم حرب عوان 
عضّت ظهورهم السياط فكلّ سوط أفعوان 
الرّاكعون ، السّاجدون عنوا لك و المناهل و الجنان 
القاطفون كرومهم و لك السلافة و الدنان 
الحاضنون شقاءهم و لك المتارف و اللّيان 
الظامئون و يومهم شرس الهواجر إضحيان 
المالكون قبورهم لمّا عصفت بهم فحانوا 
و دماؤهم لك و البنون فما الأباطح و الرّعان 
و لك العبادة لا لغيرك و التشهّد و الأذان 
كافور أنت خلقتهم كونوا _ هتفت بهم _ فكانوا 
و الظلم من طبع الجبان و كلّ طاغية جبان 
الضارعات إلى السماء و لا تجاب و لا تعان 
كالأمهات الثّاكلات فعزّ شم ... و احتضان 
و أد الهجير بناتهنّ فكل روض صحصحان 
بين السماء و بينها ثدي الأمومة و اللبان 
نسيت أمومتها السماء فما يلمّ بها حنان 
كافور طاغية و في بعض المشاهد بهلوان 
من أنت ؟ لا المجد الأصيل و لا شمائله اللّدان 
لا العبقرية فيك مشرقة و لا الخلق الحسان 
لا الفكر مؤتنف العطور و لا البيان و لا الجنان 
لا السرّ عندك أريحي المكرمات و لا العلان 
من أنت ؟ .. إن ذكر العظام ورنّح الدّنيا افتنان 
من أنت ؟ .. لولا صوبة الطّغيان ، أنت إذن فلان 
كافور عرشك للفناء و ربّما آن الأوان
   
 
No comments:
Post a Comment